القراءات الكنسية

                    م. فؤاد نجيب يوسف

تقدم لنا الكنيسة القبطية برنامجاً خصباً على مدار السنة من خلال القراءات الكنسية. إن هذه القراءات بترتيبها البديع المتناسق، مع براعة وحذق في تخير فصول القراءات من الكتاب المقدس لتتكامل مع بعضها ،سواء في قراءات اليوم الواحد، أو برنامج شهر أو فصل من السنة. فالبرنامج السنوي ككل متكامل، سواء في قراءات الآحاد أم في قراءات الأيام (غير الآحاد)، وكذلك في قراءات  الأصوام والأعياد. هذا التكامل يعطى فكراً لاهوتياً واضحاً مستقيماً، كما أنه يحوى تراكماً روحياً يحمل كل غني وزخم الروحانية الأرثوذكسية وينقلها عبر الزمان لأجيال كثيرة .

الكنيسة تستخدم الكتاب المقدس في كل صلواتها الطقسية. أما في صلوات القداس فالقراءات لها برنامج خاص، وهى تشكل جزءاً رئيسياً هو "ليتورجية  الكلمة". الكنيسة في القداس تقدم لنا المسيح أولا حاضرا في كلمته ثم في جسده ودمه. فكلمة الله المقروءة في الكنيسة تحمل سر حضور المسيح يكلمنا في ابنه ثم تقدمه لنا الكنيسة مبذولاً عنا، في الجسد المكسور والدم المسفوك. لذلك فإن القراءات الكنسية تمارس بروح العبادة الجماعية أي "الليتورجية"، والصلاة  مع الخشوع اللائق بحضور المسيح.

إن هذه القراءات تحمل سر الإنجيل، وتكشف عن روح الإلهام التي كتبت بها الكتب المقدسة، فهي نفس الروح المُلهِمة التي جُمِعَت بها هذه الفصول من الكتاب معاً، لتشرح وتفسر الكتاب بالكتاب. الكنيسة في كل يوم تقدم لنا في فصول القداس وحده (غير قراءات عشية وباكر) خمسة قراءات، البولس "فصل من رسائل  القديس بولس الرسول"، والكاثوليكون "فصل من الرسائل الجامعة "، والإبركسيس "فصل من أعمال الرسل"، ثم المزمور، وتختم بفصل من الإنجيل. وهذه القراءات الخمس تحمل أفكارا مشتركة، وتعطى رؤية جديدة أكثر عمقاً للكتاب . إن ترتيب الفصول واختيار قراءات كل يوم تُبرز معاني ومفاهيم لا يمكن لنا أن نلحظها لو حاولنا أن نقرأ كل فصل على حدة من الكتاب المقدس مباشرةً. وبهذا فهى تنقل لنا فهماً آبائياً، ورؤية قديمة لمعاني الكتاب المقدس، ربما ترجع إلى أيام الرسل، ثم تمتد بنا حاملة تراكمات فكر الآباء عبر الأجيال. ولهذا فإنه على ضوء هذه القراءات نرى الكتاب المقدس يعرض لنا الفكر اللاهوتي الأرثوذكسي في قالب روحي نافع بل لازم لحياتنا العملية .كما تقدم لنا أسرار التدبير الإلهي "أسرار التجسد والفداء" وتطبيقاتها العملية في أسرار الكنيسة. كل هذا معروض بوضوح كفكر كتابي أصيل.

ومع هذه القراءات الكتابية الخمس تقدم لنا الكنيسة، السنكسار والذي يقُرأ بعد أعمال الرسل، حيث أن أعمال الآباء القديسين هي امتداد طبيعي لأعمال الرسل، الذين عاشوا وغلبوا العالم بالوصية. وبذلك فالكنيسة تقدم لنا الكتاب المقدس بكل تعاليمه وقيَّمه، معاشاً حياً في التاريخ، غالباً للعالم عبر الزمان. فمن خلال حياة الآباء القديسين اللذين عاشوا الوصية المقدسة استنارت برية هذا العالم بنور تعاليم المسيح، و تقدست الأرض باستعلان بر الله عاملاً في الضعف البشرى.

ورتبت الكنيسة أن تختم هذه القراءات بالعظة وفيها يتم شرح كل المفاهيم والمعاني الروحية التي. وردت بالقراءات حسب ترتيب الكنيسة وطبقاً للمنهج الذي تقدمه على مدى السنة الليتورجية. فالعظة يجب أن تشرح وتُفَصِل المعاني الروحية التي في القراءات المختلفة، التي تقصد الكنيسة أن تقدمها في يوم أو مناسبة معينة، دون ابتكار أو استحداث، ويجب أن تُقدَّم بنفس روح العبادة الليتورجية اللائقة لتختم قداس الكلمة وتعد السامعين للدخول إلى قداس الإفخارستيا.

إن هذه القراءات بتنسيقها المبدع لتشهد بعمل الروح القدس، ليس فقط في الآباء الذين وضعوها، بل وأيضا في الكنيسة التي حافظت عليها. وبالمداومة على تقديمها تخصب فكر أبنائها جيلا بعد جيل، وتحافظ على استمرارية سريان الحرارة الروحية بنفس الدرجة. فتسلم فكراً لاهوتياً دقيقاً وإيماناً مستقيماً عبر الأجيال. وبذلك ترد قلوب الآباء إلى الأبناء، والعصاة إلى فكر الأبرار. فالقراءات لها وظيفة تعليمية تربوية، وعلي ضوء مفاهيمها تستلم الأجيال اللبن العقلي فتنمو به في المعرفة، وتتسلم الحقائق الإلهية في يسر وسهولة. فالمسيحية روح تُسلَّم، ليست مجرد معرفة تُلقَّن. والقراءات الكنسية بتنظيمها تضطلع بهذه المهمة وقد ثبت فاعليتها علي ممر الأجيال، في ظروف ثقافية واجتماعية متباينة، وأحوال سياسية متغيرة ومتقلبة، وفي أوقات عصيبة. من العجيب حقاً أن تقدم لنا الكنيسة هذه القراءات في طقس خشوعي ولحن بديع وقور يحمل إلينا أنَّات الروح القدس وينقل لنا لظى لهيبه، فإنه بقدر ما تبكت النفس للتوبة، فهى تأخذها لروح التسبيح لتدخل بها مع عبق البخور المتصاعد إلى شركة السمائيين.

إن هذا التراث الثمين الذي تسلمناه ليس هو موضوع للتباهي والفخر، بل هو مسئولية أمام الله والناس وأمام تاريخ الخلاص المقدس، فلا بد أن نُظهر جميعنا أمام كرسي المسيح لنقدم حساب الربح والخسارة عن الوزنات التي وصلت لأيدينا .وكيف تاجرنا بها في حياتنا الخاصة، وكم طرحنا منها على موائد الصيارفة. إن مسئوليتنا عن هذا التراث هي مسئولية جماعية، مسئولية القارئ والسامع، الكاهن والشماس والمرنِّم، الواعظ والمعلم، الكاتب والباحث. إن مسئوليتنا  تتمثل بالأكثر في تقديم الكلمة مع تفصيل كلمة الحق باستقامة، وفى أن نجلو عما فيها من قيمة في ذاتها، دون ابتكار أو اجتهاد شخصي. لكي ننمو بالكلمة في المعرفة داخليا معا ككنيسة واحدة بفكر واحد. فلقد وُضعت هذه القراءات لنقرأها معاً بخشوع ووقار، لنقرأها في الكنيسة ونسمعها ونفهمها معاً بوعي، فتسرى نسمتها فينا كلنا معا. نسمة حياة لحياة أبدية. ونستنشق من عبيرها، مع البخور المرفوع، روحا واحدة، تقدس قلوبنا في الحق، وتوحد نفوسنا بالبر، لنبلغ  إلى سر الشركة والوحدة المقدسة، في الكنيسة جسد المسيح غير المنقسم .

لقد عنيت كل الكنائس في العالم سواء أرثوذكسية أو كاثوليكية أو بروتستانتية بالقراءات الكنيسة، حتى أن الكثير من الجامعات اللاهوتية يوجد بها قسم مختص بدراسة القراءات الكنسية، لما لها من أهمية كبيرة سواء من الناحية العلمية أو  التربوية. وهناك دراسات وأبحاث علمية كثيرة تجرى لمقارنة مناهج الكنائس المختلفة ببعضها، وأثر هذه المناهج على الفكر والتعليم المسيحي. إن الدراسة المقارنة لمناهج الكنائس التقليدية أظهر الكثير من التشابه وخاصة في قراءات الأصوام والأعياد مما يوضح أن تنظيم هذه القراءات يرجع إلى العصور الأولى للكنيسة قبل الانقسام. بالرغم من أن منهج كنيستنا القبطية يعتبر من أعرق وأدسم هذه المناهج، بل وقد يكون أقدمها جميعا، إلا أنه حتى الآن لم يأخذ حظه من الدراسة العلمية، ولم يحظى بالاهتمام اللازم سواء من الكنيسة أو من المعاهد القبطية، وحتى الآن لم يتنبه لوجوده أحد علماء الغرب حتى يهتم به ويقدمه إلى العالم. إلا أنه مؤخرا قد صدر كتاب لعالم فرنسي في هذا الموضوع، وهناك بحث آخر بالألمانية. ولا يوجد حتى الآن أي مرجع علمي باللغة الإنجليزية. كما أنه لا يوجد حتى الآن أي محاولة جادة من جانب الكنيسة القبطية أو مؤسساتها العلمية، لدراسة هذا الموضوع الحيوي والضروري لخدمة الكنسية. لقد ظهر كتاب واحد عن هذا الموضوع في الخمسينات من هذا القرن وهو كتاب كنوز النعمة (في سبعة أجزاء) للمتنيح الأرشدياكون بانوب عبده. وقد بذل المؤلف جهدا كبيرا مشكورا لإصدار هذا الكتاب، في وقت لم تكن فيه الدراسات الأبائية ولا مناهج البحث العلمي وإمكانياته متوفرة لدى الكاتب القبطي الكنسي. وإن كان هذا الكتاب قد سد فراغا في تلك الأيام، فما أحوج الكنيسة اليوم إلى باحثين متخصصين وعلماء لغات يكرسون أنفسهم لدراسة هذا الموضوع البكر والخصب والذي يستوعب الكثير والكثير جدا من الأبحاث والدراسات المتخصصة المتنوعة.

هذه الدراسة هي محاولة أخرى متواضعة0 لعرض القيم الروحية لهذا التراث الرائع، وما يحويه من فكر روحي ولاهوتي. وإني إذ أقدم هذا العمل أضرع إلى الله أن يكون سبب فائدة وبركة، وأن يكون مشجعاً لكثيرين لبدء دراسة علمية متخصصة في هذا الموضوع الهام.

الأقسام الرئيسية للتقويم الليتورجى

الموضوع الرئيسي للسنة الليتورجية هو الخلاص، فالكنيسة تقدم لنا في كل عام "سنة الرب المقبولة"، سنة التحرر والعتق من العبودية. يذكر القديس لوقا عن إشعياء النبي "روح الرب علىَّ لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفى المنكسري القلوب لأنادى للمأسورين بالإطلاق وللعمى بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية  و أكرز بسنة الرب المقبولة" (لو 4: 18-19 عن إش61 :1-2). سنة اليوبيل كانت تشير إلى سنة الرب وهى السنة الخمسين. وحسب الشريعة الموسوية كان يتم فيها تحرير العبيد وإطلاق كل المساجين والمأسورين وترك كل الديون. ومنح راحة للجميع حتى للبهائم. وحتى الأرض كانت تستريح من الزراعة. إشعياء النبي يوضح أن هذا كله رمزاً للعصر المسياني عصر النعمة، والذي  يحرر فيه المسيح أسرى الرجاء من عبودية إبليس والخطية، ويعفو عن كل المديونين، ويفتح العيون ليبصر كل بشر خلاص الرب، حتى يدخلون إلى الراحة في المسيح. لذلك فالكنيسة إذ تعيش النعمة في عصرها، تكرز بسنة الرب المقبولة. فتفتح أحضانها في عامها الليتورجى مع القراءات الكنسية لتبشر المساكين، وتشفى المنكسري القلوب، وتنادى للمأسورين بالإطلاق، وللعمى بالبصر، وترسل المنسحقين في الحرية.

فصول السنة الليتورجية

السنة القبطية سنة زراعية بالدرجة الأولى، لذلك فهى مُنظَّمة ومُقسَّمة حسب المواسم الزراعية المختلفة. تنقسم السنة القبطية  إلى ثلاثة فصول من الناحية الزراعية، وهذه الفصول هي: فصل فيضان النيل "المياه" ومدته أربعة أشهر، وفصل الزراعة "الزرع والعشب ونبات الحقل" ومدته ثلاثة أشهر. ثم فصل الحصاد "الأهوية والثمار"ومدته خمسة أشهر. ولقد استخدمت الكنيسة نفس هذه الفصول في تقويمها الليتورجى، حتى تشترك معنا الكنيسة في ظروفنا وحياتنا اليومية، وبذلك تنقلنا من الواقع المادي إلى الحياة الأفضل . إلا أن الفصول الليتورجية متساوية فكل فصل أربعة أشهر تقريبا تبدأ مع بدء السنة القبطية. وبذلك فإن الفصول الليتورجية تتزامن ولا تتطابق تماماً مع الفصول الزراعية حسب الجدول الآتي.

 

الفصل الزراعي التقريبي المقابل

موضوع الفصل في السنة الليتورجية

الفصل

الزراعة: الزرع والعشب ونبات الحقل

محبة الله الآب وتدبير الخلاص  في سر التجسد الإلهي

الأول

الحصاد: أهوية السماء وثمرات الأرض

نعمة الابن الوحيد وعمل الخلاص في سر الفداء  

الثاني

المياه: فيضان النيل ومياه الأمطار

شركة وعطية الروح القدس وتتميم الخلاص في سر الكنيسة

الثالث

ونلاحظ العلاقة والترابط العجيب ما بين موضوع الفصل في السنة الليتورجية والفصل الزراعي المقابل. فالزراعة هي عمل الآب الذي أرسل ابنه (حبة الحنطة) إلي العالم ليتحد بجسدنا الترابي في سر التجسد، حسب التدبير، لأجل خلاص الإنسان. أما الابن فقد أتي ليجمع كل شئ إلي واحد في جسده، صانعاً خلاصاً وفداءً أبديا بالصليب. وهو الباكورة المقدمة عن العلم بالقيامة من الأموات والصعود إلى السماوات والجلوس عن يمين الآب. والروح القدس النازل من السماء يحل في الكنيسة ويفيض بالماء الحي حاملاً للأجيال عمل الابن بتدبير الآب ليتمم خلاص البشرية.

مناهج السنة الليتورجية

ثلاثة فصول السنة الليتورجية تحتوى على ثمانية مناهج روحية كل منهج يغطى ثمانية آحاد، ماعدا منهج أسبوع البصخة فمدته سبعة أيام ويخُتم باليوم الثامن يوم القيامة. ونلاحظ أن رقم ثمانية هو إشارة إلى سنة الرب المقبولة، فسنة اليوبيل هي سنة الخمسين أي السنة الأولي بعد سبع سباعيات من السنين.كما أن اليوم الثامن هو يوم القيامة. فإذا كان اليوم الأول هو يوم بدء الخليقة، فاليوم الثامن هو يوم تجديد الخليقة بقيامة الرب في أول الأسبوع. لذلك فالكنيسة تعد برنامجا متميزا لأيام الآحاد. وفيما يلي مواضيع  مناهج السنة الليتورجية الثمانية موزعة علي الثلاثة فصول.

الفصل الأول: سر التجسد: أو محبة الله الآب وتدبير الخلاص للبشرية ويحتوى على منهجين:

المنهج الأول: شهوة الرب للقاء الإنسان وحاجة البشرية الملحة للقاء. خلال شهري توت وبابة تقدم لنا قراءات الآحاد ثمانية لقاءات مع المسيح توضح الضرورة الملحة والتي تقتضي لقاء الله مع الناس. 

المنهج الثاني: لقاء الله بالبشرية في سر التجسد. خلال شهري هاتور وكيهك.

المنهج الثالث: وهو منهج انتقالي ما بين سر التجسد وسر الفداء  ويشتمل على أسرار الكنيسة الرئيسية سر الكلمة، سر المعمودية، سر الإفخارستيا، ثم يختتم بالتوبة التي تعد النفوس لرحلة الصوم الأربعيني.

الفصل الثاني:  سر الفداء: أو نعمة الابن الوحيد وفعل الخلاص ويحتوى على ثلاثة مناهج

المنهج الرابع: شركة جهاد، الصوم الكبير: 

المنهج الخامس: شركة آلام و موت، أسبوع الآلام

 المنهج السادس: شركة قيامة ، عيد القيامة و الخماسين المقدسة.

الفصل الثالث :  سر الكنيسة أو عطية الروح القدس وتتميم خلاص البشرية  ويحتوى على منهجين

المنهج السابع:  الروح القدس.

المنهج الثامن:  الكنيسة في العالم.

 


تنظيم القراءات الكنسية

قبل أن نبدأ بدراسة القراءات الكنسية يلزم أولاً أن ندرس تنظيم هذه القراءات والكتب الكنسية الخاصة بها. ليس فقط الكتب التي بين أيدينا اليوم، بل بالأكثر المخطوطات القديمة، حتى نتابع التطورات التي حدثت بها خلال التاريخ. إن هذه الدراسة تتطلب إجادة لغات متعددة بلهجاتها المختلفة وأساليب كتابتها في عصور مختلفة. كما يلزم توفر المخطوطات اللازمة. فالأمر يحتاج إلى دراسة علمية متخصصة. إن كانت هذه الإمكانيات غير متوفرة فعلى الأقل يلزم أن ندرس كتب الكنيسة المتوفرة لدينا مع استقراء التاريخ الكنسى فيما يخص الموضوع.

الأثر التاريخي للأعياد والمناسبات على ترتيب القراءات الكنسية:

لقد تأثرت مناهج السنة الليتورجية بتواريخ المناسبات والأعياد .وهذه كانت موضع جدل كثير في القرون الأولى للمسيحية. ولم تستقر الأمور نسبياً إلا بعد مجمع نيقية. وحتى بعد ذلك حدثت تغيُّرات كثيرة في الأصوام والأعياد مما ترتب عليه التغيير في برامج القراءات. ومن أهم المناسبات التي أثَّرت على القراءات الكنسية، عيد القيامة والصوم الكبير.[2]

1- تحديد يوم عيد القيامة: لقد اِحتدم الجدل حول هذا الموضوع بين كنائس الشرق والغرب منذ مطلع القرن الثاني. ولم يُبَّت في الأمر نهائيا إلا في مجمع نيقيا عام 325م، حيث أخذ المجمع بتقليد كنيستي الإسكندرية وروما. فتقرر أن تحتفل كل كنائس العالم بقيامة السيد المسيح، في يوم الأحد الذي يعقب عيد الفصح اليهودي. (تاريخ يوسابيوس القيصرى الكتاب الخامس( [3]

2-  التغيُّر في بدء ومدة الصوم الكبير: تتلخص التطورات التي حدثت في الصوم المقدس في الأتي:

E   في القرون الأولى للمسيحية، كان الصوم الأربعيني يبدأ في اليوم التالي لعيد الغطاس، تمثُّلاً بالسيد المسيح، الذي بدأ صومه الأربعيني عقب المعمودية مباشرةً كما ورد في الأناجيل. وكان الصوم الأربعيني منفصلاً عن صوم الفصح (البصخة) وعيد القيامة.

E    صوم الفصح (البصخة) كان في البداية قاصراً على صوم يوم الجمعة العظيمة، ثم أضيف إليه سبت الفرح. وفى بعض الأماكن كان الصوم أربعين ساعة قبل عيد القيامة وفى القرن الثالث الميلادي صار هذا الصوم أسبوعاً كاملاً هو أسبوع الآلام. [4]

  E  يذكر ابن كبر[5]  أن البابا دمتريوس الكرام في القرن الثالث قام بضم الصوم الأربعيني إلى أسبوع الآلام.

 E   من الرسائل الفصحية للقديس أثناسيوس الرسولي، يتضح أن الصوم المقدس في مصر كانت مدته ستة أسابيع في بداية القرن الرابع الميلادي، والأسبوع الأخير منه هو أسبوع الفصح. فقد جاء في الرسالة الفصحية الثانية[6] الصادرة عام 330م . "نحن نبدأ صوم الأربعين يوماً في 13برمهات (الاثنين( . وبعد أن نهب أنفسنا لصوم متتابع مستمر، فلنبدأ أسبوع الفصح المقدس في 18 من شهر برمودة (الاثنين) , وبعد ذلك نسكن فى23 من نفس الشهر برمودة (سبت النور)،  ثم نعيِّد بعد ذلك في أول الأسبوع (الأحد) في يوم 24". يلاحظ أنه حتى بعد ضم الصوم الأربعيني إلى صوم الفصح ظل كل منهما يذكر منفرداً ومتميزاً عن الآخر.

 في الوقت الذي كانت فيه مدة الصوم في الإسكندرية ستة أسابيع يذكر سوزومين (7:1) صوم سبعة أسابيع في طقس الكنيسة السريانية، وفى روما يذكر سقراط ثلاثة أسابيع فقط (22:5) لهذا نجد أنه في بعض الرسائل الفصحية والتي كانت تُرسل لكل العالم، أغفل القديس أثناسيوس ذكر الصوم الأربعيني، بينما كان يذكر موعد صوم الفصح وعيد القيامة.

E   لأول مرة يرد ذكر صوم الثمانية أسابيع في يوميات رحلة الحج لإيجريا [7] استغرقت رحلة الحج هذه أكثر من ثلاثة أعوام من عام 381 م إلى 384 م. [8]  تقول إيجريا في مذكراتها عن طقوس الصوم الكبير في أورشليم " 3  عندما يأتي موسم الفصح فهم يراعونه هكذا، بينما هذا الموسم عندنا هو أربعين يوماً تسبق عيد القيامة، فهو في أورشليم ثمانية أسابيع قبل العيد. والسبب في حفظ الثمانية أسابيع هو  أنهم لا يصومون (إنقطاعياً) يومي السبت والأحد باستثناء السبت الوحيد الذي فيه سهرة العيد الذي يعتبر الصوم فيه ضرورياً." ثم تقول "فإذا أنقصنا ثمانية آحاد وسبعة سبوت من الثمانية أسابيع يتبقى 41 يوماً تصام إنقطاعياً". هكذا تشرح إيجريا طقس صوم الثمانية أسابيع [9] المتَّبع في أورشليم في أواخر القرن الرابع. هذا هو الشكل الأخير للصوم الذي حافظت عليه الكنيسة القبطية حتى اليوم. إن طقس الصوم الكبير كان له أثر كبير على تنظيم وضبط القراءات الكنسية لكل السنة.

القراءات الكنسية الثابتة والمتغيِّرة

لما كان عيد القيامة مرتبط بالفصح اليهودي، الذي يتبع التقويم العبري القمري، لذلك فهو يختلف عن التقويم القبطي الشمسي. لذلك في كل عام نحتاج إلى تحديد موعد عيد القيامة بالنسبة للفصح اليهودي، ثم توقيعه على السنة القبطية. وبعد ذلك يتحدد بدء الصوم الكبير، وصوم يونان، ثم الخماسين المقدسة، وعيد حلول الروح القدس . إن هذه المناسبات يتغيَّر تاريخها من سنة إلى أخرى بسبب اختلاف التقويم العبري عن التقويم القبطي . لهذا فإن هناك قراءات كنسية ثابتة التاريخ، وهى المرتبطة بتاريخ قبطي ثابت. وهناك قراءات متغيِّرة، وهى القراءات المرتبطة بعيد القيامة الذي يتبع عيد الفصح عند اليهود. 

القراءات الكنسية الثابتة:

هي القراءات التي تتبع التقويم القبطي ولها موعد محدد من السنة، لا يتغير وتشمل الآتي:

1- قراءات الفصل الأول من العام الليتورجي الخاص بالآب وتدبير الخلاص في سر التجسد. هذا الفصل مدته أربعة أشهر من شهر توت إلى شهر كيهك. ويحتوى هذا الفصل على المنهجين الأول والثاني من العام وكل منهج مدته ثمانية آحاد (شهران).

2- قراءات المنهج الثالث من العام وهو منهج انتقالي ما بين الفصل الأول والثاني من العام الليتورجى ومدته شهران (8 آحاد)، هما شهري طوبة وأمشير، ويعقب هذا المنهج مباشرةً القراءات المتغيِّرة . ويُترك لها فراغاً من الأحد الأول لشهر برمهات حتى منتصف شهر بشنس. وهذه الفترة تقع دائماً في الصوم والخماسين مهما تغيَّر موعد عيد القيامة.

3-  قراءات الفصل الثالث الخاص بالروح القدس وتتميم الخلاص في سر الكنيسة. ويحتوى هذا الفصل على المنهجين السابع والثامن ويبدأ هذا الفصل من منتصف شهر بشنس حتى نهاية العام ويشتمل البرنامج على 15 يوم أحد.

القراءات الكنسية المتغيِّرة:

تشمل قراءات الفصل الثاني من السنة القبطية، وهو الفصل الخاص بالابن وفعل الخلاص في سر الفداء. يبدأ بسبت وأحد الرفاع، وينتهي بعيد العنصرة . ويحتوى هذا الفصل على ثلاثة مناهج هي:

 1- المنهج الرابع : قراءات الصوم الكبير، من أحد الرفاع إلى أحد السعف ، 8 آحاد بينهم 7 أسابيع.

2-  المنهج الخامس: قراءات أسبوع الآلام (البصخة)، ومدته سبعة أيام من أحد السعف، حيث يختتم بعيد القيامة في اليوم الثامن.

3- المنهج السادس: قراءات الخماسين المقدسة، من أحد القيامة إلى أحد العنصرة، 8 آحاد بينهم 7 أسابيع.   

هذا الفصل من السنة لا يتبع التقويم القبطي، ولكنه مرتبط بعيد القيامة التابع للفصح اليهودي، والذي يتبع التقويم العبري.


أثر حركة القراءات المتغيِّرة على مناهج القراءات  الثابتة: [10]

الفصل الثاني من العام الليتورجى يشكل القراءات المتغيِّرة. هذا الفصل له الأسبقية على منهج القراءات الثابت السابق عليه وهو المنهج الثالث وكذلك على منهج القراءات التالي له وهو المنهج السابع. كلا المنهجان مرنان ويسمحان باستقطاع أجزاء منهما تتغيَّر من سنة إلى سنة حسب موعد عيد القيامة. عندما يبدأ الصوم الكبير، يتوقف العمل بالمنهج الثالث. ولا يبدأ العمل بالمنهج السابع إلا بعد نهاية الخماسين المقدسة، دون إعتبار للتاريخ القبطي ولا لتنظيم القراءات الثابتة.

1- المنهج الثالث: عندما نُقِلت قراءات الصوم الكبير من موعدها الأول عقب عيد الغطاس، لتلتحم بأسبوع الآلام، فقد تحولت من القراءات الثابتة إلى المتغيِّرة . هذا التغيير أوجد فاصلاً زمنيًّا وفراغاً بين الفصل الأول والثاني من قراءات السنة اليتورجية. وكان لا بد للكنيسة من أن تملأ هذا الفراغ ببرنامج انتقالي مَرِن، يتناسب مع وضعه بين الفصلين الأول والثاني. موضوع الفصل الأول؛ الآب وتدبير الخلاص في سر التجسد،  وموضوع الفصل الثاني؛  الابن وفعل الخلاص في سر الفداء. لذلك رأت الكنيسة المرشدة بالروح القدس أن تملأ الفراغ بين الفصلين ببرنامج انتقالي عن أسرار الكنيسة. إن أسرار الكنيسة هي الخلاصة العملية للإيمان بالمسيح التي تحمل لنا بركات سر التجسد وسر الفداء. يبدأ هذا المنهج من الأحد التالي لعيد الميلاد، أي الأحد الأول من طوبة، حتى نهاية أمشير  (8 آحاد). هذا المنهج عادتا لا يكتمل إلا نادراً فهو ثابت البدء متغيِّر في نهايته ، فيتوقف العمل به يوم أحد الرفاع أياً كان اليوم من الشهر القبطي.

2-  المنهج السابع : كما أثَّرت القراءات المتغيرة في بدايتها على المنهج الذي يسبقها ، كذلك تؤثر على المنهج الذي يليها وهو المنهج السابع الخاص بالروح القدس. فيتقلَّص هذا المنهج ويمتد طبقاً لحركة عيد القيامة . فيتغير موعد بدايته من عام لآخر، بينما هو ثابت النهاية . فيبدأ العمل به اعتبارا من الأحد التالي لعيد العنصرة المتغيِّر التاريخ. البرنامج الموضوع لهذا المنهج يبدأ من الأحد الثالث من بشنس حتى نهاية بؤونى ويشتمل على ستة آحاد فقط. نلاحظ أن هذا المنهج  يُكَمِّل الحديث عن الروح القدس الذي يبدأ عقب عيد الصعود، أي اعتباراً من الأحد السادس من الخماسين . أما الأحد السابع فهو عيد حلول الروح القدس. بإضافة هذين الأحدين للمنهج السابع (6 آحاد) يكتمل البرنامج عن الروح القدس إلى ثمانية أحاد مثل باقي المناهج . وبذلك فإن الأحدين السابع والثامن من الخماسين مشتركان بين منهج الخماسين المقدسة (المنهج السادس) ومنهج الروح القدس (المنهج السابع). ولكن من الناحية العملية لا يبدأ العمل بهذا لمنهج، إلا بعد عيد العنصرة المتغير التاريخ. لقد رتبت الكنيسة برنامجًا مرناً يسمح بحركة عيد القيامة وكل قراءات الفصل الثاني معه، دون تأثير على البرنامج الروحي واللاهوتي المطلوب تقديمه خلال العام الليتورجى .فالأجزاء التي تستقطع من المنهج الثالث والسابع نجد لها نظير في برنامج القراءات كما سنوضح فيما بعد .

حركة عيد القيامة في السنة الشمسية:

يقع عيد القيامة في الفترة ما بين 26 برمهات إلى 30 برمودة  أي من 4 إبريل إلى 8 مايو، ولا يمكن أن يتجاوز هذه الحدود. وبذلك فإن أحد الرفاع لا يمكن أن يقع بعد يوم 4 برمهات وبالمثل فإن عيد العنصرة لا يمكن أن يقع قبل يوم  15 بشنس. لذلك فالبرنامج الثابت لأيام الآحاد يتوقف ابتداءً من الأحد الأول من برمهات حتى منتصف شهر بشنس. وبذلك فالبرنامجان السابق واللاحق للفصل الثاني من السنة يغطيان تماما القراءات لكل السنة مهما تغير موعد عيد القيامة. كلا المنهجان مرِّنان ويسمحان باستقطاع أجزاء منهما تتغير من سنة إلى سنة، حسب موعد عيد القيامة. كلما استقطع من قراءات المنهج السابق (الثالث) تزداد قراءات المنهج اللاحق (السابع) والعكس صحيح. مجموع عدد الآحاد المتاحة للمنهجين الثالث والسابع معا هو 10 أو 11 يوم أحد . فمثلاً عندما يبلغ المنهج الثالث إلى ثمانية آحاد (الذروة) فإن عدد الآحاد المتوفرة للمنهج السابع هي اثنان فقط وهذه الحالة نادرة تحدث عندما يوافق عيد القيامة يوم 8 مايو. وآخر مرة حدث ذلك كان في عام 1983 والمرة السابقة كان في عام 1736. وعندما يبلغ المنهج السابع الذروة، أي ستة آحاد، فإن عدد الآحاد المتوفرة للمنهج الثالث هي أربعة فقط. وهذه  الحالة هي أيضًا نادرة تحدث عندما يوافق عيد القيامة يوم 4 إبريل. وقد حدث ذلك في عام 1915، والمرة التالية لها في عام 2010. ومن كل ذلك نرى أن المنهج الثالث تتراوح مدَّته من أربعة إلى ثمانية آحاد. وكذلك المنهج السابع الخاص بالروح القدس، فإن مدَّته تتراوح ما بين أربعة إلى ثمانية آحاد، بعد إضافة  له قراءات الأحد السادس والسابع من الخماسين المقدسة.


 

التوقيع الزمني لمنهج السنة الليتورجية

على أشهر السنة القبطية

 

الجدول التالي يوضح توقيت  وزمن مناهج السنة الليتورجية حسب ترتيب الكنيسة القبطية

 

النهاية

البدء

عدد الآحاد

الشهور أو الفترة الزمنية

الموضوع

المنهج

الفصل

ثابتة

ثابت

8 آحاد

توت وبابة

شهوة الرب للقاء الإنسان وحاجة البشرية الملحة للقاء به

الأول

الأول

ثابتة

ثابت

8 آحاد

هاتور وكيهك

لقاء الله بالبشرية في سر التجسد

الثاني

الله الآب

متغيرة

ثابت

8 آحاد

طوبة وإمشير

أسرار الكنيسة - منهج انتقالي ما بين سر التجسد وسر الفداء

الثالث

منهج انتقالي

متغيرة

متغير

8 آحاد

7 أسابيع*

شركة جهاد، الصوم الكبير

الرابع

الثاني

متغيرة

متغير

7 أيام

7 أيام تختم بالقيامة

شركة آلام و موت، أسبوع الآلام

الخامس

الله الابن

متغيرة

متغير

8 آحاد

7 أسابيع

شركة قيامة ، عيد القيامة و الخماسين المقدسة

السادس

 

ثابتة

متغير

8 آحاد

نصف بشنس وبؤونى

الروح القدس مدته 6 آحاد + أحدان مشتركان مع الخماسين

السابع

الثالث

ثابتة

ثابت

8 آحاد

أبيب ومسرى**

الكنيسة في العالم

الثامن

الروح القدس

 

 

توقيت المناهج المتغيرة

الجدول التالي يوضح المدى الزمني الذي تتحرك فيه المناهج المتغيرة في بدايتها ونهايتها والتي تتبع تحرك عيد القيامة

 

مدى النهاية

مدى البداية

ملاحظات

المنهج

إلى

من

إلى

من

2 برمهات

28 طوبة

أول طوبة

أول طوبة

يتوقف العمل بهذا المنهج يوم سبت الرفاع المتغير التاريخ

الثالث

23 برمودة

19 برمهات

3 برمهات

29 طوبة

من سبت الرفاع إلي أحد السعف سبع أسابيع (8 آحاد)*

الرابع

29 برمودة

25 برمهات

23 برمودة

19 برمهات

من أحد السعف مساءاً إلى سبت النور سبع أيام تختتم بالقيامة

الخامس

8 مايو

30 برمودة

4إبريل

26 برمهات

يتحكم في كل القراءات المتغيرة وبالتالي في كل قراءات السنة ويقع ما بين

عيد القيامة

19 بؤونى

15 بشنس

30 برمودة

26برمهات

من أحد القيامة إلي عيد العنصرة سبع أسابيع (8 آحاد)*

السادس

آخر بؤونى

آخر بؤونى

20بؤونى

16بشنس

يبدأ العمل بهذا المنهج عقب عيد العنصرة المتغير التاريخ

السابع

* منهج الصوم الكبير يبدأ من سبت الرفاع حتى يوم جمعة ختام الصوم. بينما يوم سبت لعازر وأحد اشعانين يعتبران ضمن أسبوع الآلام إلا أن القراءات لهذين اليومين تتبع طقس الصوم الكبير. لذلك رأينا اعتبارهما ضمن طقس الصوم بالنسبة للقراءات.

** الشهر الصغير (النسي) يحتوي على من 5 إلى 6 أيام موضوع قراءات الأحد الذي قد يقع في تلك الفترة هو نهاية العالم



[2]  لا شك في أن الأعياد والمناسبات الأخرى كان لها بعض الأثر على القراءات الكنسية وسنتعرض لذلك في حينه.

[3]  يوسابيوس القيصرى، .NPNF. Sec. Ser. Vol. I Book 5, XXIV P. 243

[4]  مجلة مرقس يونيو 1991

[5]  كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة  لابن كبر، الباب الثامن عشر.

[6]  . NPNF. Sec. Ser. Vol. IV, P512

[7]   Egaria: Diary of the Pilgrimage, Ancient Christian Writings No. 38  هذا المخطوط الثمين اكتشفه عالم الآثارMaurine  F. G. في عام 1884 وهو يوميات رحلة حج قامت بها امرأة مثقفة لها دراية واسعة بالكتب المقدسة والتاريخ، بالإضافة إلى حس روحي مرهف، ومحبة لله دفعتها للقيام بهذه الرحلة الخطرة إلى براري مصر، ثم إلى سيناء مقتفية آثار بنى إسرائيل في رحلتهم إلى أرض الموعد. وبعد ذلك تابعت مسيرة السيد المسيح خلال خدمته على الأرض. سجلت إيجريا كل ما شاهدته من طقوس العبادة بدقة في كل موقع زارته. هذا المخطوط يعتبر مرجع بالغ الأهمية من الناحية العلمية.                                                                                                                                  

[8]  هذا التوقيت لرحلة الحاجة إيجريا حققه العلامة Paul Devos نتيجة للدراسات العلمية الدقيقة التي قام بها.  أنظر مجلة مرقس سبتمبر 1989

[9]  يذكر ابن كبر -وهو كاتب من القرن الرابع عشر الميلادي- أن الأسبوع الثامن من الصوم قد أضيف أيام هرقل (في القرن السابع) ورغم  احترامنا لجهود هذا الكاتب إلا أن روايته عن أسبوع هرقل غير مقبولة ليس فقط من الوجهة التاريخية بل أيضاً من الوجهة المسيحية. وأصبح من الواجب حذف هذه القصة من مقدمة قطمارس الصوم الكبير.

 

[10]  أنظر الجداول المرفقة